اتجاهات حديثة في تعليم الرياضيات

اتجاهات حديثة في تعليم الرياضيات

- تعليم الرياضيات للجميع :

و هذه الاتجاه لا يحبذ أن يدرس جميع التلاميذ منهج للرياضيات ذات مستوى مرتفع ولكن ينبغي أن تكون هناك مقررات رياضيات يدرسها جميع التلاميذ تعالج بمستويات مختلفة تتفق مع تنوع مستوياتهم ، واختلاف مستوياتهم ، واختلاف الأهداف من دراسة ، الرياضيات ، وخاصة في ظل التعليم الذي يلزم باستيعاب جميع المتقدمين في مرحلة الإلزام ،والذين يختلفون في قدراتهم اختلافا قد يكون كبيراً .

2- تعليم الرياضيات من أجل حل مشكلات البيئة والمجتمع :

ويدعو هذا الاتجاه بأن يكون للرياضيات دوراً في معالجة قضايا ومشكلات المجتمع ، وأن ترتبط المعرفة الرياضية بالخبرات الحياتية والبيئية للتلاميذ ولا يري أصحاب هذا الاتجاه أن تدرس الرياضيات كعلم محايد لا يتأثر و لا يساهم في حل مشكلات البيئة والمجتمع ، ومن ثم ينبغي أن يشترك في وضع مناهج الرياضيات خبراء في المجالات التي توظف فيها الرياضيات بجانب خبراء في الرياضيات وتربوياتها .

3- Ethnomathematicsالاستفادة من الرياضيات العرقية في تعلم الرياضيات المنهجية .

يري أصحاب هذا الاتجاه في المجتمعات التي تضم مجموعات عرقية أو ثقافات فرعية مختلفة أن أطفال كل مجموعة تتعلم من خلال ثقافتها مجموعة من الأفكار أو المهارات الرياضية ، وينبغي عدم إهمال هذه الخبرة الرياضية عند تعليمهم منهج الرياضيات ، وان النظر إلي عقول الأطفال عند التحاقهم بالمدرسة علي أنها صفحة بيضاء يعتبر خطأ كبير ذلك لأن الخبرة الرياضية التي تعلمها هؤلاء الأطفال عن طريق الحدس يمكن الاستفادة منها عند تعليمهم منهج الرياضيات المدرسية ، غير أن المشكلة التي تواجه أصحاب هذا الاتجاه هي كيفية تحويل هذه الخبرة الرياضية الحدسية إلي الرياضيات المنهجية .

4- تعليم الرياضيات من أجل تنمية أنماط التفكير وأسلوب حل المشكلات.

يعتبر هذا الاتجاه من الاتجاهات المرغوبة في تعليم الرياضيات للقرن الحادي و العشرين , وقد نبع هذا الاتجاه نتيجة التغير السريع في المعارف والأساليب التكنولوجي , واستخداماتها , وبالتالي لم يعد من اليسير في ظل سرعة التغير التنبؤ بشكل العالم في المستقبل ,ولا بالاحتمالات التي قد تواجه الإنسان .

وبالتالي أصبحت المعرفة في أحد ذاتها مشكوك في قيمتها بينما تزداد أهمية طرق الحصول على المعرفة مهما تغيرت , وغيرها من أساليب مواجهة المستقبل باحتمالاته التي يصعب التنبؤ بها مثل هذه الأساليب تتمثل في أنماط التفكير المختلفة , وأسلوب حل المشكلات التي يمكن تنميتها لدى الأفراد من خلال تعليمهم المواد الدراسية المختلفة ،وخاصة الرياضيات لأنها تعتبر وسطا ثريا لتنمية تفكير دراستها وقدرتهم على حل المشكلات، وهذا ما أثبتته نتائج عديد من البحوث في تربويات الرياضيات .

5- تعليم الرياضيات بالكمبيوتر . ( تعليم ذاتي )

اتجاه آخر نبع من نفس الظروف التي نبع منها الاتجاه السابق , حيث تبين أن سرعة التغير في المعرفة أدى إلى تراكمها , وتضخمها أوالى ما يسمى ’’ بالانفجار المعرفي ’’ وفي ظل هذا التراكم السريع للمعارف لم تعد سنوات الدراسة في المؤسسات الحكومية النظامية – مهما طالت- تكفى لكي الفرد بالمستجدات في مجال تخصصه , ولذلك ظهرت الدعوة بالتعليم المستمر.

حيث يستمر الفرد في التعليم بعد تخرجه , وهذا يستدعي أن يكون الفرد قادر على أن يتعلم بنفسه دون مساعدة أو يعلم نفسه , وقد تبلور هذا فيما يسمى ’’ بالتعليم الذاتي ’’ , ونادى التربويون بضرورة تعليم التلاميذ كيف يعملون أنفسهم بأنفسهم , وظهرت عدة أساليب للتعليم الذاتي لعل من أهمها التعليم بالمراسلة , والموديولات التعليمية , والكمبيوتر التعليمي ..

وتحمس التربويون الرياضيون لفكر تعليم الرياضيات بالكمبيوتر أكثر من تحمسهم لاستخدام الأساليب الأخرى , ولعل إلى ألفتهم بهذا الجهاز وإمكاناتهم وبالتالي وقدرتهم على توظيفة في تعليم الرياضيات .وظهرت عدة برامج بالإنجليزية ، والعربية لتعليم الرياضيات بالكمبيوتر،ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قام باحثون متخصصون في تربويات الرياضيات بأجراء مجموعة من البحوث على مستوى درجتي الماجستير ، والدكتوراه تتناول تعليم فروع الرياضيات باستخدام الكمبيوتر وقد ثبت من خلال نتائج هذه البحوث فاعلية الكمبيوتر في تعليم هذه الفروع لطلاب المراحل التعليمية المختلفة .

6- تعليم الرياضيات من أجل تنمية الإبداع .

ظهرت على الساحة التربوية بمصر في الآونة الأخيرة دعوة لتوجيه التعليم نحو تنمية إبداع المتعلم ، ولعل هذه الدعوة جاءت نتيجة التغير والتقدم المتسارعين في عالمنا المعاصر , وتسابق الدول لإحراز سبق على المستوى التنظير في العلم أو التطبيق في مختلف قطاعات ومنا شط الحياة .

وتسعى مصر إلى متابعة التغير , ومواكبة التقدم , ولكن هناك بعض المعوقات التي تخفض

من معدل هذا السعى تتمثل في وجود بعض المشكلات قد نشأت في ظل ظروف ونتيجة لمتغيرات تتداخل وتتفاعل بطريقة لا تجعل لحل معين فاعليته وجدواه إلا إذا كان يناسب الطبيعة هذه ظروف , ويتناسب مع نوعية المتغيرات , وبالتالي فنحن مطالبين بايجاد بدائل الحلول لكل مشكلة وذلك حتى يمكن انتقاء اكثر هذه الحلول فاعلية ومناسبة . وهذا يتطلب تنمية عقول مفكرة لا تقف عند حل وحيد للمشكلة بل قادرة على أدراك علاقات جديدة بين المعلومات المتاحة لكل مشكلة وبين أبعادها المختلفة فتبدع بدائل غير تقليدية لحل المشكلة ، ثم تقترح من بينها الأكثر فاعلية والأجدى بدلالة طبيعة الظروف التي نشأت فيها المشكلة والمحيطة بها أيضاً ، وفي ظل نوعية المتغيرات من حولنا .

وبناء علي ذلك أصبحت الدعوة إلي توجيه التعليم من أجل تنمية الإبداع لدى المتعلم تلقي قبولاً علي المستوي القومي ، أصبحت المؤسسات التعليمية بمناهجها مسئولة عن تحقيق هذا الهدف.

وتبرز الرياضيات من المناهج كوسط لتنمية إبداع المتعلم لما لها من طبيعة تساعد علي تنمية الإبداع ذلك لأن الرياضيات بمضمونها تعتمد علي إدراك العلاقات للوصول إلي النتائج والنظريات وغيرها من الإبداعات ، وجوهر الأبدان هو إدراك علاقات جديدة تؤدي إلي تنوعات من الحلول للمشكلة الرياضية .

ولهذا بدأ التربويون الرياضيون في اعتبار أن تنمية الإبداع هدف أساسي من أهداف تعليم الرياضيات ، وبالتالي توجهت ممارستهم في التأليف للكتب المدرسية ، وفي تعليمهم للرياضيات ، وفي إعدادهم للمعلمين قبل أو أثناء الخدمة إلي توظيف الرياضيات من أجل تنمية إبداع المتعلم ، وكذلك أجري بعض الباحثين دراسات في هذا الشأن .

7- تعليم الرياضيات للفئات الخاصة :

بدأ الاتجاه لتعليم الرياضيات للفئات الخاصة (بطئ التعلم – المتفوقين – المعوقين) يقوي نتيجة عدة أسباب لعل من أهمها الاهتمام بحاجات المتعلم ، وتعليمه بقدر ما تسمح به استعداداته ، وقدراته ، وكذلك كل فرد لكي يسهم في المجتمع بقدر إمكاناته ، وحتى لا يصبح – بالنسبة للمعوقين – عبئاً علي هذا المجتمع .

ولما كان لكل فئة من هذه الفئات الخاصة استعداداته ، وقدراته ، وإمكاناته ، أصبح من الضروري تصميم مناهج الرياضيات لكل فئة من هذه الفئات حتى يمكن أن تتعلم كل فئة ما بقدر ما لديها من خصائص . وقد بدأت لجان تطوير مناهج الفئات الخاصة بإعداد مناهج رياضيات للمعوقين سمعيًا وبصريًا هذا من جهة ، وأجري بعض الباحثين دراسات علي مستوي الماجستير والدكتوراه ، وما بعدها تتناول بناء مناهج رياضيات لبطيئي التعلم ، والمتفوقين ولكن هذه الدراسات لم تعمم بعد .

8-تعليم الرياضيات في ضوء مفهوم الكوكبية Globalism :

يتلخص مفهوم الكوكبية في أنه نتيجة التقدم الهائل في تكنولوجيا الاتصال ، والمواصلات لم يعد البعد الجغرافي تأثير في عزل الدول عن بعضها البعض وأصبح العلم كوحدة صغيرة متشابكة الأطراف ، وكذلك نتيجة تأثير بعض الظواهر الطبيعية مثل ثقب الأوزون والجفاف ، والتلوث علي بقاء الإنسان أصبحت للمشكلات سمة العلمية ولم تعد دولة واحدة بإمكاناتها قادرة علي مواجهة هذه المشكلات ، وبالتالي لم يعد مبدأ الاكتفاء الذاتي صالحًا للتطبيق في ظل هذه الظروف فحل محله مبدأ الاعتماد المتبادل الذي يدعو إلي انفتاح دول العالم علي بعضها البعض لتعيش في سلام عالمي وتعاون وجهد مشترك من أجل خير الإنسان ، وهذا يؤدي بدوره إلي ضرورة اتساع بيئة الإنسان من المحلية إلي العالمية .

ولما كانت مناهج التعليم هي وسيلة لإعداد الفرد لمواجهة بيئته ، وحل مشكلاتها والإسهام في تطويرها فإنه ينبغي إعادة النظر إلي المناهج الحالية في ضوء بيئة الإنسان من المحلية إلي العلمية في ظل مفهومك الكوكبية ، وهذا ما تدعو إليه التربية الكوكبية Global Education .

وهذا ينطبق علي جميع المناهج وخاصة مناهج الرياضيات لما لها من أهمية كبري في إعداد الفرد ، واعتماد معظم المناهج علي أساليب رياضية في معالجتها لموضوعاتها ، وبالتالي بدا الدعوة إلي اقتراح مناهج للرياضيات ، وتعليمها في ضوء مفهوم الكوكبية ، غير أن الرؤية لمضمون هذه المناهج ، ولأساليب تعليمها لم تتبلور بعد عند أصحاب هذا الاتجاه

» دور الأسرة في تعليم الأطفال مادة الرياضيات
» تعليم التفكير في الرياضيات: أنشطة إثرائية
» فيديو تعليم كتابة خطوط و رموز الرياضيات بالوورد
» اسطوانتين ( " تمارين صعبة ومحلولة فى الرياضيات" و" اختبار رياضيات لمدرسى الرياضيات" )
» العاب فى الرياضيات